مناميه وافتخر عضو فعال
عدد الرسائل : 110 العمر : 33 الرسالة الشخصية : www.mamady.getgoo.net>>اكتب هنا رسالتك التي ستظهر للأعضاء<< تاريخ التسجيل : 03/08/2007
| موضوع: رساله الى المرأة المسلمة.. ... رسالة جميلة السبت أغسطس 04, 2007 5:59 am | |
| رساله الى المرأة المسلمة.. السيد هادي المدرسي
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها المراة المؤمنة.. سلام من الله عليكِ ورحمة الله وبركاته..وبعد..
فيما يلي نقاطٌ أرى من الضروري الاهتمام بها، خاصة وأن امّتنا على وشك ولادة جديدة، فاذا جاءت هذه الولادة سليمة فسوف تنعم الأمّة بالصحة والسلامة لفترة طويلة من الزمن، وإلاّ فسوف تعاني من المشاكل والعوائق، لفترة طويلة من الزمن ايضاً.
- اولاً -
إعرفي قدرك، فإن المرأة روح هذا الوطن، وبركة هذا الشعب، وثروة هذه الارض.
ولكِ مكانةٌ عظمى عند الله الذي خلقك بارادة خاصة منه، وجعلك انثى ليستمر بك الحياة، وتشع منك انوار العاطفة، فأعرفي من انتِ لتؤدي دورك كاملاً غير منقوص، ولا تقبلي بدور هامشيٍ في الحياة، لان المرأة ليست جزءاً من الحياة، كما قد يقول البعض، وانما هي لبّ الحياة. ومن دون أن يكون دور فاعلٍ للمرأة في هذا الوطن، فلن يكون هنالك دورٌ للآخرين أيضاً.
- ثانياً -
انظري إلى الامور بعينين: عين العقل. وعين الذوق، فبالعقل تعرفين الحقائق، وبالذوق تكتشفين جمالها.
وإيّاكِ والأنخداعُ بالمظاهر الجذّابة وحدها، لان ذلك يرضي عين الذوق، ولكنه قد لا يرضي عين العقل.. فلربّ ملمسٍ جميل يخفي سماً زعافاً. وأعلمي ان المرأة التي لاتهتم الا بالجماليات تكون احدى عيني الروح فيها مصابة بالعمي.
- ثالثاً -
انطلقي في تقيمك للأشياء من منطلق الخير والشّر، والصلاح والفساد، والعدل والظلم. وليس من منطلق المصلحة، أو الربح والخسارة، أو اللذة والألم ﴿ وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم ﴾.
- رابعاً -
إقرأي كثيراً، وفكّري اكثر. فالعلم بحر لا نهاية له، والفكر زورقٌ في هذا البحر، والكتاب هو المجداف، ومن لا يفكّر ولا يستخدم الكتاب فلربما يبقى دائماً على الساحل، ولا يستطيع ان يعبر المحيط. واعلمي، أن كثير العلم قليل، فكيف بقليله. فلتكن لك مطالعات يوميّه بحيث يصبح الكتاب رفيقاً دائماً لك، كما هي ادوات التجميل.
ولتكن مطالعاتكِ فيما تحتاجين اليه، كالقضايا التي ترتبط بالعلاقات، والسلامة، والتربيّة والدين، والمجالات الإختصاصية التي تعملين فيها.
- خامساً -
التزاماتك الدينية يجب ان تنقسم الى قسمين: قسمٌ لا تتركينهُ ابداً في مختلف الظروف والحالات. وقسمٌ تحاولين ان لا تتركينهُ الا في الحالات الإستثنائية، والقسم الأول هو الواجبات الدينيّة مثل الصلاة، و الصيام، والحج، وأداء الزكاة، والخمس، والأمر بالمعرف، والنهي عن المنكر، والتولى، والتبرّى.
اما القسم الثاني، فهي المستحبات، وحاولي الإلتزام بها ولكن ليس بكلها، فهذا خارجٌ عن طاقتك ﴿ ولا يكلف الله نفساً الا وسعها ﴾. فحاولي الالتزام بالحد الادنى من الاعمال المستحبة، الا في الحالات الطارئة، فتلاوة القرآن يومياً ولو بمقدار صفحتين، والاستمرار في قراءة دعاء كميل ابن زياد في ليالي الجمعة، وتلاوة ادعية الايام، وادعية المناسبات، ذلك هو الحد الادنى من المستحبات، فالالتزام بذلك فيه مزيد من الثواب لكِ، ومزيد من التقرّب الى الله.
- سادساً -
اقتحمي كل ميادين العمل الصالح، وساهمي في إقامة المؤسسات المطلوبة سواءً في مجال الثقافة والفكر، او الاعمال الخيريّه، او الأنشطة الإجتماعيّة، او المشاريع السياسيّة.
ذلك أن للسياسة تأثيراتها على مصائرنا، كما لها تأثيراتها على حياتنا اليومية، لأن السياسة ترتبط بالعدل، وبالدين، وبالمصالح، وبالأوطان. وكلها مجالات لافرق في وجوب اداء المسؤلية فيها ما بين الرجال والنساء. صحيحٌ ان الإسلام اعفى المرأة من بعض المسؤليّات، مثل الجهاد وتولي القضاء وماشابه ذلك، الا أن الإسلام لم يعفي المرأة من مسؤلياتها في العمل السياسي، كما لم يعفها من مسؤولياتها في العمل الإجتماعي والثقافي.
فمطلوب منك المشارك الكاملة في كل ما يرتبط بالدين والوطن. فالقضايا العامة مسؤلية الجميع، والدفاع عن حرّية الناس وإقامة العدالة الإجتماعية، والمحافظة عن القيم الدينية، ليست واجبات رجالية بحتة، بل هي مسئوليات إنسانية لابدّ من المشاركه في إدائها من قبل الرجال والنساء معاً.
- سابعاً -
تسلّقي سلالم المجد، وتدرّجي في المعالي، وانتقلي من ضمير (الأنا) المحصورة الى ضمير (نحن) الواسعة، وانتقلي من ضمير (نحن) الى ضمير (هم) ومن ضمير (هم) الى ضمير (هو).. وأخرجي من قوقعة الذات (الأنا) الى فسحة الجماعة (نحن) ومن فسحة الجماعة الىافاق الأمة (هم) ومن أفاق الأمة الى ملكوت الله ومعراج الروح.
وإعلمي انه لا يبقى في النهاية الا وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فطوبى لمن آمن به، وعمل في سبيله، واكتسب رضاه.
- ثامناً -
تعرّفي على آخر ما توصلت اليه العلوم، وتدرّبي على آخر مستجدات الوسائل الحديثة، فأمورٌ مثل اجهزة الكمبيوتر، ووسائل الإتصالات، وما يرتبط بأجهزة الخدمات من وسائل البيت وما شابه ذلك، يجب أن تكون في خدمة أعمالك، وجزءاً من وسائلك.. فهذه الوسائل تنفعك في مجالين؛ الأول تسهيل الحياة عليك، والثاني تطوير حياتك.
- تاسعاً -
ان شعبنا الذي ضربه زلزال الطغيان المتواصل، ويعاني من التخلّف في كثيرٍ من مجالات الحياة، بحاجة شديدة الى تظافر جهود ابنائه جميعا من رجال ونساء، فكل سعي يتم لتطوير الحياة في الوطن، وبناء قدراته، وإعمار بنيته التحتيّة وانصاف المواطنين فيه فهو سعيٌ مشكور وجهدٌ مطلوب.
- عاشراً -
حلّلي لنفسك الحلال وحرّمي عليها الحرام، ولا تكوني ممن يَفرُط او يُفرِّط، فلا افراط ولا تفريط في الاسلام. وإعلمي ان تحريم الحلال، كتحليل الحرام، كلا هما مبغوض ومرفوض. وقد جاء في الحديث: ﴿ انّ الله يحب ان يُؤخذ برخصه، كما يحب ان يأخذ بعزائمه ﴾.
ومثال ذلك سياقة السيارة، فمن حق المرأة ان تتعلم السياقة وان تكون لها سيارتها، فهذه مسألة أحلّها الباري عزوجل للنساء، كما احلّ لهن من قبل ركوب الجمال للتنقّل. فلا تحرّمي على نفسك ما احلّه الله تعالى، ولا تحلّلي لها ما حرّم.
- حادي عشر -
كوني إبنة الآخرة، لا إبنة الدنيا. وإعملي للباقيات الصالحات، وإهتمي بتزكية النفس، فان ذلك من اولى الواجبات، وابتعدي عن كل عملٍ يبعدك عن الله، وقومي بكل عملٍ يقرّبك اليه، فان الدنيا مهما كانت فهي ﴿ تغرّ، وتضرّ، وتمرّ ﴾ فلا خيرها يدوم، ولا شرّها يبقى.
- ثاني عشر -
إلتزمي في حياتك العامة والخاصة بتاءات ثلاث: تاء التنازل، وتاء التفاهم، وتاء التعاون.
واجعلي التفاهم مكان التقاطع، وكوني في حياتك العامّة والخاصّة متعاونة ومتفاهمة ومتحابّة، ففي ذلك راحة لك في الدنيا، وثواب لك في الآخرة.
- ثالث عشر -
اجعلي لسانك سفيراً لعواطفك النبيلة، لا ناطقاً عن الغرائز المشوبة بالحساسيّات.
وإعلمي ان لسان المرأة اما هو حبلٌ متين يشدُّ الناس بعضهم ببعض، او هو خنجرٌ مسموم يقطع ما امر الله به أن يوصل.
- رابع عشر -
تعاملي مع الحياة على حقيقتها، فهي مزيجٌ من الليل والنهار، والربيع والخريف، والظلمة والنور، والشباب والهرم، ومسؤليات وحقوق، فلا تنتظري دائماً ان تكون الحياة نهاراً بلا ليل، وربيعاً بلا خريف، ونوراً بلا ظلمة، وشباباً بلا هرم، وحقوقاً بلا واجبات.
وإعلمي ان المرأة التي لاترى الحياة الا سهرات ماجنات، وضحكات ساخرات، وخموراً معتقات، فهي إمراةٌ من الجحيم.
اما المرأة التي تعرف متى تضحك ومتى تبكي، ومتى تصادق ومتى تقاطع، ومع من تروح ومع من تجيئ، فهي وحدها التي تنتفع بالنور، لانها وحدها التي تعرف متى يأتي الخريف، ومتى يكون الربيع وتؤدي ما عليها وتأخذ من الحياة مالها.
- خامس عشر -
حاولي ان تكون لك شخصيّة قائمة بذاتها: شخصيّة لا تحاول ان تتقمص شخصيّة الاُخريات.
شخصيّة تحترم غيرها بإحترامها لنفسها، وتنسجم مع الاخريات بإنسجامها مع ذاتها، شخصيّة تعرف ان الإستقلال يعني التعاون، وإن التعاون يعني الاستقلال. وإن الحضارة تقوم على مزيج من التنافس في بطن التعاون، والتعاون في بطن التنافس. | |
|